في محكيّ كلامه ، في جواب المسائل التبّانيّات ، من : «انّ أكثر أخبارنا المرويّة في كتبنا ، معلومة مقطوع على صحتها ، إمّا بالتواتر أو بأمارة وعلامة تدلّ على صحّتها وصدق رواتها ، فهي موجبة للعلم مفيدة للقطع وإن وجدناها في الكتب مودعة بسند مخصوص من طريق الآحاد» ، انتهى.
______________________________________________________
(في محكيّ كلامه في جواب المسائل التبّانيّات من) المسائل المنسوبة الى «تبّان» وهي قرية من قرى أطراف «حران» في العراق.
وإنما نسبت هذه المسائل الى «تبان» لأن أهل هذه القرية سألوا السيّد المرتضى عنها ، فأجابهم ، فسميت بها ، أو إن السيّد بنفسه كان في هذه القرية ، فكتب هذه المسائل وسماها : بالمسائل التبانيّة ، وكان هذا متعارفا عند قدماء الاصحاب ، فانهم إذا وجهت إليهم مسائل من مكان غير بلدهم ، أو كانوا هم في مكان غير بلدهم ، فكتبوا المسائل وأجابوا عليها ، نسبوها الى ذلك المكان وقالوا : المسائل الفلانية ، كالمسائل التبانيّات ـ مثلا ـ.
فان السيّد المرتضى قال في جوابها كما حكي عنه (: ان اكثر أخبارنا المروية في كتبنا ، معلومة مقطوع على صحتها) ومعلوميتها (إما بالتواتر ، أو بأمارة وعلامة تدل على صحتها وصدق رواتها ، فهي) أي تلك الأمارة والعلامة (موجبة للعلم مفيدة للقطع ، وان وجدناها) أي : تلك الاخبار (في الكتب مودعة) أي : مذكورة (بسند مخصوص من طريق الآحاد ، انتهى) (١) فانّ إيداعها في الكتب بطريق الآحاد ، لا يوجب عدم احتفافها بالقرائن القطعية أو بالتواتر من جهة خارجية.
__________________
(١) ـ معالم الدين : ص ١٩٧.