المحرّمات الواقعيّة وعدم كون المتروك منها.
ولا ريب أنّ اللازم من ذلك العلم بعدم كون المتروك محرّما واقعيّا ، فالتوبيخ في محلّه.
والانصاف : ما ذكرنا ، من أنّ الآيات المذكورة لا تنهض على إبطال القول بوجوب الاحتياط ، لأنّ غاية مدلول الدالّ منها هو عدم التكليف فيما لم يعلم خصوصا أو عموما بالعقل
______________________________________________________
المحرّمات الواقعية ، وعدم كون المتروك منها) أي : ممّا فصّل فانّ الذبيحة الشرعية ليست من تلك المحرمات التي فصّلها الله سبحانه وتعالى.
(ولا ريب انّ اللازم من ذلك) أي : من تفصيل جميع المحرمات وعدم كون الذبيحة المتروكة من تلك المحرمات (العلم بعدم كون المتروك محرّما واقعيّا) لأنّا إذا علمنا بكل المحرّمات ، ورأينا إنّ الذبيحة المتروكة ليست من تلك المحرّمات ، علمنا بأن الذبيحة ليست من المحرمات وحينئذ(فالتوبيخ في محلّه) بخلاف ما إذا لم نعلم المحرمات تفصيلا ، كما هو حالنا بعد عدم علمنا بكل الأحكام ، لاختفائها من جهة تقية ، أو إحراق الكتب ، أو قتل الرّواة ـ كما تقدّم ـ.
لكنّك قد عرفت الجواب عن ذلك كلّه في الآية السابقة ، فلا حاجة الى تكراره.
اما المصنّف فقد قال : (والانصاف ما ذكرنا : من انّ الآيات المذكورة لا تنهض على إبطال القول بوجوب الاحتياط ، لأن غاية مدلول الدّال منها) أي : من هذه الآيات (هو : عدم التّكليف فيما لم يعلم خصوصا) تكليفا بالحرمة : كحرمة التتن ، أو تكليفا بالوجوب : كوجوب الدعاء عند رؤية الهلال.
(أو عموما ب) سبب (العقل) مثل : دلالة العقل على وجوب دفع ضرر العقاب