.................................................................................................
______________________________________________________
الآخرة ، وعدم قبول الشهادة حيث قال سبحانه : (وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً)(١).
الى غير ذلك من الاحكام الوضعية والتكليفيّة ، في الشبهات الموضوعيّة والحكميّة ، واثبات الوضع بعد هذا الحديث يحتاج الى دليل ، كما انّ ما ذكر غير هذا في تفسير الحديث فهو خلاف الظاهر.
وإنّما قال : «رفع» لأنّ تلك الأحكام كانت في الامم السابقة وإنّما رفعت عن أمّة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من جهة أقربية البشر الى الكمال في زمانه ، فانّ البشر كلّما كان أقرب الى الكمال خفّ تأديبه ، كالطفل اللجوج والطفل المتعارف ، حيث انّ تأديب الأول أشد.
ثمّ انّ الرفع والوضع كلاهما يقال لاسقاط التكليف :
فالأوّل : باعتبار صعوده وعدم بقائه في ذمة المكلّف.
والثاني : باعتبار سقوطه وعدم استقراره في ذمة المكلّف.
وعليه : فالنتيجة واحدة ، ولذا قال سبحانه : (يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ)(٢).
ولعلّ الفرق بينهما إذا اجتمعا : إنّ الوضع يدلّ على أثقليّة الشيء الموضوع ، من الرفع الدال على أخفيّته.
وربّما يقال : الرفع ، باعتبار عظمة المرفوع ، ولذا قالوا : رفع فلان الأذان ، مكان قولهم : أذّن.
وكيف كان : فوجه الاستدلال بهذا الحديث للبراءة : ما ذكره المصنّف بقوله :
__________________
(١) ـ سورة النور : الآية ٤.
(٢) ـ سورة الاعراف : الآية ١٥٧.