فاذا أريد من الخطأ والنسيان وما أكرهوا عليه وما اضطرّوا ، المؤاخذة على أنفسها ، كان الظاهر فيما لا يعلمون ذلك أيضا.
نعم ، يظهر من بعض الأخبار الصحيحة عدم اختصاص الموضوع عن الامّة بخصوص المؤاخذة.
فعن المحاسن عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى ، والبزنطيّ جميعا ،
______________________________________________________
أمّا إذا حمل «ما لا يعلمون» على المعنى الأعمّ ، أو الشبهة الحكميّة فقط ، فانّه يختلف السياق ، ويكون كما عرفت : خلاف موازين العرف ، لكنّك قد عرفت ان الأظهر من هذه المعاني الثلاثة هو : المعنى الأوّل.
وعلى أي حال : فان نظر المصنّف هو ما ذكره بقوله : (فاذا أريد من الخطأ ، والنّسيان ، وما أكرهوا عليه ، وما اضطرّوا) إليه ، وما لا يطيقون ، والحسد ، والوسوسة ، والطيرة (: المؤاخذة على أنفسها ، كان الظاهر فيما لا يعلمون) وهي الفقرة التاسعة (ذلك أيضا) أي : المؤاخذة على نفسها ، لوحدة السياق ، فيراد بالموصول في «ما لا يعلمون» : الفعل المجهول عنوانه ، فيختص بالشبهة الموضوعية فلا يكون الحديث دليلا على البراءة.
(نعم) يمكن أن يستدلّ على إرادة كل الآثار من الموصول في «ما لا يعلمون» ويصحّح حمل الموصول على الحكم والموضوع معا بوجهين :
أولهما : ما أشار اليه المصنّف بقوله : (يظهر من بعض الأخبار الصحيحة : عدم اختصاص الموضوع) أي : المرفوع (عن الامة) المرحومة (بخصوص المؤاخذة) ممّا يدل على أن المرفوع عن الامّة أعمّ من المؤاخذة وغيرها.
(فعن المحاسن عن أبيه عن صفوان بن يحيى و) عن (البزنطي جميعا) أي :