رفع أصلا ، إذ ليس من شأنه أن يوجّه التكليف اليه.
وحينئذ فنقول : معنى رفع أثر التحريم في «ما لا يعلمون» عدم إيجاب الاحتياط والتحفّظ فيه حتّى يلزمه ترتّب العقاب ، إذا أفضى ترك التحفّظ إلى الوقوع في الحرام الواقعيّ.
وكذلك الكلام في رفع أثر النسيان والخطأ ، فانّ
______________________________________________________
رفع أصلا) وذلك لعدم اقتضاء المفسدة الواقعية توجه التكليف إلى مثل الجاهل والناسي والخاطئ ، مع عدم إمكان الاحتياط والتحفظ بالنسبة إليهم (إذ ليس من شأنه أن يوجه التّكليف إليه).
أقول : لكنّك عرفت صحة نسبة الرفع بالنسبة إليهم ـ أيضا ـ لكن لا بمعنى الوضع عليهم ثم الرفع عنهم ثانيا ، ولا بمعنى انّه كان متوجها إليهم ودفع عنهم ، بل بالمعنى المتقدّم الذي صحّ بسببه رفع القلم عن المجنون والطفل والنائم كما في حديث آخر.
وكيف كان ، فانّه حيث أراد المصنّف تأكيد ما ذكره : من ان الرفع في «ما لا يعلمون» ونحوه ، باعتبار إمكان إيجاب الاحتياط وإيجاب التحفظ قال : (وحينئذ فنقول : معنى رفع أثر التّحريم) وهو المؤاخذة (في «ما لا يعلمون») هو : (عدم) توجه التحريم بواسطة (إيجاب الاحتياط ، و) إيجاب (التحفظ فيه حتى يلزمه ترتب العقاب إذا أفضى ترك) الاحتياط و (التحفظ إلى الوقوع في الحرام الواقعي) فمعنى الرفع : إنّه لم يوجب الاحتياط مع إمكان الاحتياط بالنسبة الى الجاهل ، ولم يوجب التحفظ مع إمكان التحفّظ بالنسبة إلى الناسي والخاطئ.
(وكذلك الكلام في رفع أثر النسيان والخطأ) وأثرهما هو المؤاخذة (فانّ