ولا ينافي الامتنان ، وليس من باب الاضرار على الغير لدفع الضرر عن النفس لينافي ترخيصه الامتنان على العباد ، فانّ الضرر أوّلا وبالذات متوجّه على الغير بمقتضى إرادة المكره ـ بالكسر ـ ، لا على المكره ـ بالفتح ـ ، فافهم.
بقي في المقام شيء : وإن لم يكن مربوطا به
وهو أنّ النبويّ المذكور مشتمل على ذكر الطّيرة والحسد
______________________________________________________
هذا (ولا ينافي) الرفع هنا (الامتنان ، وليس) هو (من باب : الاضرار على الغير لدفع الضرر عن النفس ، لينافي ترخيصه) اي : ترخيص الاضرار ورفعه (الامتنان على العباد) وإنما يكون هذا من باب عدم تحمل الضرر ، لا من باب الاضرار ، لانه كما قال : (فانّ الضرر) هنا (اوّلا وبالذات متوجه على الغير بمقتضى إرادة المكره ـ بالكسر ـ لا على المكره ـ بالفتح ـ) فهو إذن ليس من باب الاضرار بالغير حتى يتنافى رفعه مع الامتنان.
(فافهم) لعله إشارة الى أنّ المؤاخذة وإن كانت هنا مرفوعة ، إلّا انه ـ كما سبق ـ لا يبعد عدم رفع الضمان عن المكره ـ بالفتح ـ فللمتضرر الرجوع الى كل من المكره ـ بالكسر ـ والمكره ـ بالفتح.
(بقي في المقام) أي : فيما يختص بالنبوي المشتمل على الرفع (شيء وإن لم يكن مربوطا به) أي : بهذا المقام بالذات ، وهو الاستدلال بالنبوي على البراءة ، فانّ الكلام الذي نريد ان نتكلم فيه : هو حول الحديث نفسه ، لا حول الاستدلال به على البراءة.(وهو : انّ النبوي (١) المذكور مشتمل على ذكر : الطّيرة ، والحسد ،
__________________
(١) ـ انظر الخصال : ص ٤١٧ ، التوحيد : ٣٥٣ ح ٢٤ ، تحف العقول : ص ٥٠.