والتفكّر في الوسوسة في الخلق ما لم ينطق الانسان بشفته ، وظاهره رفع المؤاخذة على الحسد مع مخالفته لظاهر الأخبار الكثيرة.
ويمكن حمله على ما لم يظهر الحاسد أثره باللسان أو غيره بجعل عدم النّطق باللّسان قيدا له أيضا.
______________________________________________________
والتفكّر في الوسوسة في الخلق ما لم ينطق الانسان بشفته) الضمير في قوله : «بشفته» ، راجع إلى «من تطيّر ، وحسد ، وتفكر» ، كما نستظهره نحن من الرّواية.
أما المصنّف فقد قال : (وظاهره) أي : ظاهر هذا الحديث النبوي (: رفع المؤاخذة على) مطلق (الحسد) وهذا حسب استظهار المصنّف حيث يرى : انّ قوله : «ما لم ينطق بشفته» ، راجع إلى الجملة الأخيرة ، أمّا حسب ما نستظهره نحن من ان قوله : ما لم ينطق بشفته ، راجع إلى كل من الطيرة ، والحسد ، والتفكر ، فلا يأتي فيه هذا الكلام.
وعلى أي حال : فالمصنف استظهر إنّ رفع الحسد مطلق غير مقيد ، ومعناه : انّه لا يؤخذ الحسود بحسده سواء أظهر أثره باللّسان واليد أم لا؟ فيكون معنى رفع الحسد : انّ الحسد كان حراما في الامم السابقة مطلقا ، فارتفعت حرمته عن هذه الامة مطلقا.
هذا (مع مخالفته) أي : مخالفة هذا الظاهر الذي استظهرناه من لفظ الحسد في النبوي (لظاهر) الآيات وظاهر (الأخبار الكثيرة) الدالة على الحرمة والمؤاخذة على الحسد.
(ويمكن حمله) أي : حمل النبوي الدال على رفع الحسد.(على ما لم يظهر الحاسد أثره باللسان أو غيره) أي : غير اللسان ، كالاشارة ونحوها (بجعل عدم النّطق باللسان) المذكور في آخر الرواية (قيدا له) أي : الحسد (ايضا).