والحسد ما لم يظهر بلسان أو بيد» ، الحديث.
ولعلّ الاقتصار في النبويّ الأوّل على قوله : «ما لم ينطق» ، لكونه أدنى مراتب الاظهار.
وروي : «ثلاثة لا يسلم منها أحد ، الطّيرة والحسد والظنّ.
______________________________________________________
والحسد ما لم يظهر بلسان أو بيد ، الحديث) (١) فيكون قيد «ما لم يظهر» متعلقا بالحسد قطعا.
وحيث انّ الحديثين واحد مآلا ، فاللازم أن يقال : إنّ القيد في الحديث الأوّل وهو قوله : «ما لم ينطق بشفته» ، متعلق كما في الحديث الثاني «بالحسد ، والتفكر في الوسوسة في الخلق».
لا يقال : إنّه لم يذكر في حديث الصدوق : «أو بيد» ، وقد ذكر في هذا الحديث.
لأنه يقال : (ولعلّ الاقتصار في النبوي الأوّل) الذي رواه الصدوق (على قوله : «ما لم ينطق» ، لكونه أدنى مراتب الاظهار) إذ الاظهار باليد أسوأ من الاظهار باللسان ، فهو مثل قوله سبحانه : (فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍ)(٢) حيث إنّ «أف» ادنى مراتب العقوق ، فيعلم حرمة الأعلى بالفحوى.
(و) يؤيد كون الحسد المرفوع : هو الحسد مقيدا بعدم النطق وعدم العمل باليد ـ ايضا ـ انّه قد (روي : ثلاثة لا يسلم منها أحد : الطّيرة ، والحسد ، و) سوء (الظنّ) فكل إنسان غير المعصوم لا بدّ أن يعرض له شيئا من التطير ، أو الحسد أو سوء الظنّ.
__________________
(١) ـ الكافي (اصول) : ج ٢ ص ٤٦٣ ح ٢.
(٢) ـ سورة الإسراء : الآية ٢٣.