قيل : فما نصنع؟.
قال : إذا تطيّرت فامض ، وإذا حسدت فلا تبغ ، وإذا طننت فلا تحقّق».
والبغي عبارة عن استعمال الحسد ، وسيأتي في رواية الخصال : «إنّ المؤمن لا يستعمل حسده».
______________________________________________________
(قيل) للامام عليهالسلام (فما نصنع) إذا عرض علينا شيئا من هذه الثلاثة؟.
(قال) عليهالسلام : (إذا تطيّرت فامض) ولا تعتن بتطيرك وتشاؤمك (وإذا حسدت فلا تبغ) أي : لا تعمل حسب ما يدعوك إليه حسدك (وإذا ظننت فلا تحقّق) (١) ظنّك بإظهار بيد أو لسان.
(والبغي) في قوله : «فلا تبغ» (عبارة عن استعمال الحسد) لأن البغي هو الطلب المقترن بالعمل ، ولهذا تسمّى المرأة الفاجرة : بالبغية ، لأنها تطلب الحرام وتفعله.
ومن الواضح : انّ وجه تأييد هذه الرواية لما ذكرناه من ان الحسد المرفوع هو المقيد بعدم إظهاره بيد أو لسان ، انّه عليهالسلام نهى عن استعمال الحسد ، فيستفاد منه : ان الحسد المرفوع حرمته هو : ما لم يظهر أثره ، وقد تقدّم : انّ في الآية الكريمة : (وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ)(٢) اشارة الى هذا المعنى فانه إذا حسد ، اي اذا أظهر حسده (وسيأتي في رواية الخصال) ما يشير الى هذا المعنى أيضا ، حيث يقول عليهالسلام : ثلاثة لم ينج منها نبي فمن دونه : التفكر في الوسوسة في الخلق ، والطيرة ، والحسد : إلّا (إنّ المؤمن لا يستعمل حسده) (٣) ومعنى ذلك : إن الحسد
__________________
(١) ـ بحار الانوار : ج ٥٨ ص ٣٢٠ ب ١١ ح ٩.
(٢) ـ سورة الفلق : الآية ٥.
(٣) ـ الخصال : ص ٨٩ ح ٢٧ ، الكافي (روضة) : ج ٨ ص ٩٤ ح ٨٦.