ولأجل ذلك عدّ في الدّروس من الكبائر في باب الشهادة إظهار الحسد ، لا نفسه ، وفي الشرائع : «إنّ الحسد معصية ، وكذا الظنّ بالمؤمن ، والتظاهر بذلك قادح في العدالة».
والانصاف : أنّ في كثير من أخبار الحسد إشارة إلى ذلك.
______________________________________________________
وقوله سبحانه : (إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً)(١) وغير ذلك من الآيات الكريمة.
وربّما يقال : ان الرواية بنفسها ضعيفة السند ، فلا يستند إليها.
(ولأجل ذلك) الذي ذكرناه : من ان إظهار الحسد حرام ، لا نفس الحسد القلبي (عدّ في الدّروس من الكبائر في باب الشّهادة : إظهار الحسد ، لا نفسه) فالحسد الكامن في النفس لا يعدّ عصيانا.
(و) قال المحقق (في الشرائع : إنّ الحسد معصية ، وكذا الظّنّ بالمؤمن ، والتظاهر بذلك) أي : بكل واحد من الحسد والظنّ (قادح في العدالة) ، ممّا يدل على إنّ كلا من الحسد المجرد ، وكذلك الظنّ المجرد ، ليس بقادح في العدالة ، وعدم قدحه إما من جهة كونه معصية قلبية فقط ، بمعنى القبح الفاعلي لا الفعلي ، وامّا من جهة كونه صغيرة مرفوعة عن هذه الامّة.
(والانصاف : انّ في كثير من أخبار الحسد إشارة إلى ذلك) أي : إلى التظاهر به ممّا يدل على ان الحسد المحرّم هو التظاهر بالحسد ، أما الحسد المرفوع عن هذه الامّة فهو الحسد القلبي الذي لا يظهر بيد أو لسان.
نعم ، لا شك في أنّ الحسد الذي هو عبارة عن : تمنّي زوال نعمة المحسود ـ في مقابل الغبطة التي هي صفة حسنة ومعناها : تمني ارتفاع الانسان بنفسه
__________________
(١) ـ سورة الأحزاب : الآية ٧٢.