وفي رواية أخرى عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ الشّيطان أتاكم من قبل الأعمال ، فلم يقو عليكم ، فأتاكم من هذا الوجه لكي يستزلّكم ، فاذا كان كذلك فليذكر أحدكم الله تعالى وحده».
ويحتمل أن يراد بالوسوسة في الخلق الوسوسة في امور النّاس وسوء الظنّ بهم ،
______________________________________________________
يا ربّ جلّ اسمك وعزّ ذكرك ، أو ما أشبه ذلك.
ولعل المستفاد أيضا من هذه الأحاديث أن يكون الأمر كذلك بالنسبة الى الوسوسة والتشكيك في الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فيصح أن يقول : أشهد أنّ محمّدا عبد الله ورسوله ، أو أشهد أنّ محمّدا عبد الله ورسوله أرسله الى الناس كافة ، وما أشبه ذلك ، وهكذا بالنسبة الى النبوة العامّة ، والامامة ، والعدل ، والمعاد ، لاستفادة الملاك من الأحاديث المتقدّمة وإن لم أر من تعرض لها.
(وفي رواية أخرى عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم) بعد أن سئل عن الوسوسة فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : (إنّ الشّيطان أتاكم من قبل الأعمال ، فلم يقو عليكم) أي : لم يتمكن من أن يصرعكم كما يصرع المصارع رقيبه (فأتاكم من هذا الوجه) أي : من وجه التفكر والوسوسة في القلب (لكي يستزلكم) ويوجب وقوعكم في المعصية والكفر ، (فاذا كان كذلك فليذكر أحدكم الله تعالى وحده) (١) بأن يقول ـ مثلا : لا إله إلا الله ، وهذه الرواية تؤيد ما ذكرناه : من إنّ المقصود : ذكر الله لدفع الوسوسة التي عرضت عليه.
(ويحتمل أن يراد بالوسوسة) في التفكر (في الخلق : الوسوسة) في التفكر (في أمور النّاس ، و) ذلك عن طريق (سوء الظّنّ بهم) فيكون المراد من الخلق
__________________
(١) ـ الكافي (اصول) : ج ٢ ص ٤٢٥ ح ٥.