وهذا أنسب بقوله : «ما لم ينطق بشفته».
ثمّ هذا الذي ذكرنا ، هو الظاهر المعروف في معنى الثلاثة الأخيرة المذكورة في الصحيحة.
______________________________________________________
في الرواية : المخلوق دون الخالق.
يؤيد ، وهذا المعنى ، ما تقدّم في الرواية : من انّه ثلاثة لا يسلم منها أحد : الطيرة ، والحسد ، والظنّ (١) ، وقد ذكرنا هناك انّ المراد بالظنّ : الظنّ السيئ (وهذا أنسب بقوله : «ما لم ينطق بشفته» (٢)) ولعلّ وجه الأنسبية ما ذكروه : من انّ الوسوسة في أمر المخلوق ربّما يجري على اللسان ، دون الوسوسة في أمر الخلقة فانّه لا يجري على اللسان.
لكن لا يخفى : ان الأنسبية محل تأمّل ، بلّ الأنسب : هو المعنى المشهور المنصرف من الروايات المذكورة.
(ثمّ هذا الذي ذكرنا : هو الظاهر المعروف في معنى الثلاثة الأخيرة المذكورة في الصحيحة) : من الوسوسة في التفكر في الخلق ، والطيرة ، والحسد.
لكن قيل في تفسيرها معنى آخر ، فرفع الطيرة ـ مثلا ـ قالوا : يعني : تحريمها على الامّة ، ونهيهم عن الاعتناء والالتفات إليها أو العمل بها ، لا رفع حرمتها أو أثرها العادي ، فلا يكون رفعها حينئذ على سياق رفع أخواتها.
كما قيل في معنى رفع الحسد : أن الحسد الذي يخطر بالبال أحيانا ، رفع حرمته ، أما الحسد العمدي فغير مرفوع سواء أظهره أم لا؟.
وهكذا قيل في معنى الوسوسة : بانّه هو التفكر في القضاء والقدر ، وخلق
__________________
(١) ـ بحار الانوار : ج ٥٨ ص ٣٢٠ ب ١١ ح ٩.
(٢) ـ تحف العقول : ص ٥٠ ، الخصال : ص ٤١٧ ، التوحيد : ص ٣٥٣ ح ٢٤.