وفي الخصال ، بسند فيه رفع ، عن أبي عبد الله عليهالسلام : «قال ثلاث لم يعر منها نبيّ فمن دونه ، الطيرة والحسد والتفكّر في الوسوسة في الخلق».
وذكر الصدوق رحمهالله ، في تفسيرها : أنّ المراد بالطيرة ، التطيّر بالنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أو المؤمن ، لا تطيّره ،
______________________________________________________
الأشرار من مثل إبليس وغيره ، وإنّ أفعال العباد باختيارهم أو بمشيئة الله سبحانه وتعالى ، وغير ذلك من الامور المرتبطة بالخالق أو بالخلق.
هذا ، ولكن قد أشرنا فيما مضى : بأن الظاهر منها هو ما ذكرناه.
ثم انّه لما كان الظاهر تطابق الفقرات الأخيرة في النبوي ، المعترضة للحسد والطيرة والوسوسة ، مع حديث الخصال الآتي ذكره المصنّف ليذكر توجيه الصدوق له بما لا ينافي مقام الأنبياء وعصمتهم فقال : (وفي الخصال بسند) مذكور ، لكن (فيه رفع) أي : ان هذا الخبر مرفوع وليس سنده متصلا ، فهو ضعيف السند (عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ثلاث لم يعر) أي ، لم يخلو (منها) أي : من هذه الثلاثة (نبيّ فمن دونه : الطّيرة ، والحسد ، والتفكّر في الوسوسة في الخلق) (١) فانّك ترى إنّ هذا الحديث يتطابق مع النبوي ، في فقراته الأخيرة بفارق : إنّ في هذا الحديث قد نسب هذه الثلاثة إلى الأنبياء أيضا.
(وذكر الصّدوق رحمهالله في تفسيرها : أنّ المراد بالطّيرة : التطيّر بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أو المؤمن ، لا تطيّره) أي : لا يتطير النبي نفسه ، فان النبي لا يتطير ، وإنّما يتطير
__________________
(١) ـ بحار الانوار : ج ١١ ص ٧٥ ب ٤ ح ٢.