قال شيخنا الشهيد الثاني في المقاصد العليّة ـ بعد ذكر أنّ المعرفة بتفاصيل البرزخ والمعاد غير لازم ـ : «وأمّا ما ورد عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، في ذلك من طريق الآحاد فلا يجب التصديق به مطلقا وإن كان طريقه صحيحا ، لأنّ خبر الواحد ظنّيّ ، وقد اختلف في جواز العمل به في الأحكام الشرعيّة الظنّية ، فكيف بالأحكام الاعتقاديّة العلميّة» ، انتهى.
وظاهر الشيخ في العدّة أنّ عدم جواز التعويل في اصول الدين على أخبار
______________________________________________________
المنقول ، ونحو ذلك.
ويؤيده ما استدل به المصنّف حيث قال : (قال شيخنا الشهيد الثّاني في المقاصد العليّة بعد ذكر : انّ المعرفة بتفاصيل البرزخ والمعاد غير لازم) ما لفظه :
(وأمّا ما ورد عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم في ذلك من طريق الآحاد ، فلا يجب التّصديق به مطلقا) حتى (وان كان طريقه صحيحا ، لأنّ خبر الواحد ظنّي ، وقد اختلف في جواز العمل به في الأحكام الشرعيّة الظّنّية) كالمسائل الفقهية (فكيف بالأحكام الاعتقاديّة العلمية) (١) التي يطلب فيها الاعتقاد والعلم؟.
والفرق بين العلم والاعتقاد : انّ العلم هو : أن يعرف الانسان الشيء ، والاعتقاد هو : ان يعقد قلبه عليه ، فانّ كثيرا ما يعلم الانسان شيئا لكنّه لا يعقد ، قلبه عليه ، قال سبحانه : (وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ)(٢).
(انتهى) كلام الشهيد الثّاني قدسسره.
(وظاهر الشّيخ في العدّة : انّ عدم جواز التّعويل في أصول الدّين على أخبار
__________________
(١) ـ المقاصد العليّة : مخطوط.
(٢) ـ سورة النمل : الآية ١٤.