ففي رواية محمّد بن سالم عن أبي جعفر عليهالسلام ، المرويّة في الكافي : «إنّ الله ، عزوجل ، بعث محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو بمكّة عشر سنين ، ولم يمت بمكّة في تلك العشر سنين أحد يشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إلّا أدخله الله الجنّة بإقراره ، وهو إيمان التصديق ، فانّ الظاهر أنّ حقيقة الايمان التي يخرج الإنسان بها عن حدّ الكفر الموجب للخلود في النار لم تتغيّر بعد انتشار الشريعة.
______________________________________________________
(ففي رواية محمّد بن سالم عن أبي جعفر عليهالسلام المرويّة في الكافي : إنّ الله عزوجل بعث محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو بمكة عشر سنين) أي : دامت رسالته في مكة المكرّمة مدة عشر سنوات (ولم يمت بمكة في تلك العشر سنين أحد يشهد أن لا إله إلّا الله وانّ محمّدا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلّا أدخله الله الجنّة باقراره ، وهو إيمان التصديق) (١).
والظاهر : انّ المراد هو الاكتفاء بما ذكره القرآن والنبيّ للمسلمين في مكة من شئون الامامة وشئون المعاد ، لأنّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في أوّل يوم أظهر بعثته قرن ذلك بإمامة علي عليهالسلام ، ويشهد له يوم الإنذار ، كما أنّه من أوّل الأمر ذكر شئون المعاد ، ويشهد بذلك ما جاء في السور المكيّة من القرآن الحكيم.
(فانّ الظاهر : انّ حقيقة الايمان الّتي يخرج الانسان بها عن حدّ الكفر الموجب للخلود في النّار ، لم تتغير بعد انتشار الشّريعة) ولا يخفى : أنّ الخلود في النّار إنّما يكون للمعاند كما في الدعاء : «أقسمت ... أن تخلّد فيها المعاندين» (٢) وقد ذكرنا
__________________
(١) ـ الكافي (اصول) : ج ٢ ص ٢٩ ح ١ (بالمعنى).
(٢) ـ مفاتيح الجنان : ص ٦٦ ، الدعاء والزيارة : للشارح ص ١٢٧.