وأنّه لا يصدر منه القبيح فعلا أو تركا.
والمراد بمعرفة هذه الأمور ركوزها في اعتقاد المكلّف ، بحيث إذا سألته عن شيء ممّا ذكر أجاب بما هو الحق فيه وإن لم يعرف التعبير عنه بالعبارات المتعارفة على ألسنة الخواصّ.
ويكتفى في معرفة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، معرفة شخصه بالنسب المعروف المختصّ به ،
______________________________________________________
ثمّ أن هنا تكرارا في كونه واجب الوجود وانّه ليس بحادث ، فلا حاجة الى أحدهما ، إلّا انّ طرح الثاني أولى إذ عدم الحدوث لا يلازم وجوب الوجود لزوما عقليا وإن كان في الخارج ليس للأمرين إلّا وجودا واحدا ، وهكذا بالنسبة الى كونه سبحانه غنيا وانّه ليس بمحتاج.
(وانّه لا يصدر منه القبيح فعلا أو تركا) أي : لا يفعل فعلا قبيحا ، ولا يترك تركا يراه العقل قبيحا ، بل لا يفعل سبحانه من الأحوال الخمسة الممكنة إلّا أمرين فقط ، والاحوال الخمسة عبارة : عمّا هو خير محض ، وما هو شر محض ، وما خيره أزيد ، وما شرّه أزيد ، وما يتساوى فيه الخير والشر ، فانّه لا يفعل إلّا ما كان خيرا محضا ، أو كان خيره أزيد حسب الموازين العقلية.
(والمراد بمعرفة هذه الأمور : ركوزها) أي : ارتكازها (في اعتقاد المكلّف بحيث اذا سألته عن شيء ممّا ذكر ، أجاب بما هو الحقّ فيه ، وإن لم يعرف التعبير عنه بالعبارات المتعارفة على ألسنة الخواصّ) فان العلم شيء والتعبير شيء آخر كما هو واضح.
(ويكتفى في معرفة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم معرفة شخصه بالنسب المعروف المختصّ به) لكن الظاهر : انّه لا يحتاج الى معرفة النسب ، فان من عرف زيدا كان عارفا به