التصديق بما علم مجيئه متواترا من أحوال المبدأ والمعاد ، كالتكليف بالعبادات والسؤال في القبر وعذابه والمعاد الجسمانيّ والحساب والصراط والميزان والجنّة والنار إجمالا ، مع تأمل في اعتبار معرفة ما عدا المعاد الجسمانيّ من هذه الأمور في الايمان المقابل للكفر الموجب للخلود في النار ، للأخبار المتقدّمة والسيرة المستمرّة ،
______________________________________________________
تصديق النبيّ بما جاء به (: التّصديق بما علم مجيئه متواترا من أحوال المبدأ والمعاد).
وقد مثّل المصنّف لأحوال المبدأ بقوله : (كالتّكليف بالعبادات) لأن العبادات من شئون المبدأ.
ومثّل لأحوال المعاد بقوله : (والسّؤال في القبر وعذابه) أي عذاب القبر (والمعاد الجسماني ، والحساب ، والصّراط ، والميزان ، والجنّة والنّار ، إجمالا) إذ من الواضح : انّه لا يلزم معرفة هذه الامور على سبيل التفصيل ، بلّ كثير من الخواص لا يعرفونها تفصيلا ، فكيف بالعوام؟.
(مع تأمّل في اعتبار معرفة ما عدا المعاد الجسماني ـ من هذه الامور ـ في الايمان) قوله «في» ، متعلق بقوله : «اعتبار» ، أي : يتأمّل في أنّه يلزم في باب الايمان : أن يعرف الانسان ما عدا المعاد الجسماني : من أحوال الصراط ، والجنّة والنّار ، والميزان ، وما أشبه.
ذلك الايمان (المقابل للكفر الموجب للخلود في النّار) لأنّ الايمان له إطلاقان : إيمان يقابل الكفر ، وإيمان يقابل الخلاف ، وعلى أيّ حال : فكون الكفر موجبا للخلود في النار قد عرفت التأمّل في إطلاقه.
ثمّ أنّ المصنّف بيّن وجه التأمّل بقوله : (للأخبار المتقدّمة ، والسّيرة المستمرة ،