فانّا نعلم بالوجدان جهل كثير من الناس بها من أوّل البعثة إلى يومنا هذا.
ويمكن أن يقال : إنّ المعتبر هو عدم إنكار هذه الأمور وغيرها من الضروريّات ، لا وجوب الاعتقاد بها ، على ما يظهر من بعض الأخبار ، من أنّ الشاكّ إذا لم يكن جاحدا فليس بكافر.
ففي رواية زرارة عن أبي عبد الله عليهالسلام : «لو أنّ العباد إذا جهلوا وقفوا ولم يجحدوا لم يكفروا» ، ونحوها غيرها.
ويؤيّدها ما عن كتاب الغيبة للشيخ قدسسره ، باسناده
______________________________________________________
فانّا نعلم بالوجدان جهل كثير من النّاس بها من أوّل البعثة الى يومنا هذا) بدون استنكار من الرّسول ، والأئمة ، والعلماء عليهم ، ولو كان الجهل ضارا لكان الاستنكار قائما.
(ويمكن أن يقال : إنّ المعتبر : هو عدم إنكار هذه الامور) التي ذكرناها من نحو : الجنّة ، والنّار ، والميزان ، والصراط (وغيرها من الضّروريات) التي ذكرت في الكتب الكلامية (لا وجوب الاعتقاد بها ، على ما يظهر من بعض الأخبار) التي بأيدينا : من أنّ الضار : هو الإنكار ، لا وجوب الاعتقاد.
ولهذا جاء في بعض الأخبار (: من أنّ الشّاك إذا لم يكن جاحدا فليس بكافر ، ففي رواية زرارة عن أبي عبد الله عليهالسلام : لو أنّ العباد إذا جهلوا وقفوا ولم يجحدوا ، لم يكفروا (١) ، ونحوها غيرها) ومنه يتبين : إن الإنكار هو الّذي يوجب الكفر ، لا عدم العلم (ويؤيّدها) أي : يؤيد رواية زرارة (ما عن كتاب الغيبة للشيخ قدسسره
__________________
(١) ـ الكافي (اصول) : ج ٢ ص ٣٨٨ ح ١٩ ، المحاسن : ص ٢١٦ ح ١٠٣ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٥٨ ب ١٢ ح ٣٣٤٧٤.