فان كان الحرام لم يتنجّز التكليف به ، فالهلاك المترتب عليه منقصة ذاتية ، وإن كان ممّا يتنجّز التكليف به ، كما فيما نحن فيه ، كان المترتّب عليه : هو العقاب الأخرويّ ، وحيث أنّ دفع العقاب المحتمل واجب بحكم العقل وجب الاجتناب عن كل مشتبه بالشبهة المحصورة.
______________________________________________________
اضرار فردية او اجتماعية دنيوية فقط ، ويشمل المقرونة بالعلم الاجمالي أيضا حيث يترتب على ارتكاب الحرام فيها اثر من الاضرار الدنيوية والعقاب الأخروي لتنجز التكليف فيها.
وعليه : (فان كان الحرام لم يتنجّز التكليف به) كما في الشبهة البدوية ، أو المقرونة بالعلم الاجمالي حيث بعض الأطراف خارجة عن محل الابتلاء ، أو وما أشبه ذلك (فالهلاك المترتب عليه : منقصة ذاتية) فقط ، فان من يفعل الحرام وإن كان شبهة بدوية يترتب عليه المفسدة الكامنة في الحرام ، حتى وإن كان قاطعا بأنه ليس بحرام.
(وإن كان ممّا يتنجّز التكليف به ، كما فيما نحن فيه) من أطراف الشبهة المحصورة (كان المترتب عليه : هو العقاب الأخرويّ) بالاضافة إلى الاضرار الدنيوية ، لأنّ الحرام المعلوم اجمالا أو تفصيلا عند الفاعل يترتب عليه الضرران : في الدنيا المنقصة والمفسدة ، وفي الآخرة العقاب والمؤاخذة ، (وحيث انّ دفع العقاب) الاخروي (المحتمل) في اطراف العلم الاجمالي (واجب بحكم العقل ، وجب الاجتناب عن كل مشتبه بالشبهة المحصورة) على ما تقدّم.
نعم ، إذا لم يصادف ما ارتكبه من أطراف الشبهة المحصورة الحرام الواقعي لم يكن إلّا تجريا.