ثمّ إنّ منشأ احتمال الوجوب ، إذا كان خبرا ضعيفا ، فلا حاجة إلى أخبار الاحتياط إثبات أنّ الأمر فيها للاستحباب الشرعيّ دون الارشاد العقليّ ، لورود بعض الأخبار باستحباب فعل كلّ ما يحتمل فيه الثواب.
كصحيحة هشام بن سالم المحكيّة عن المحاسن عن أبي عبد الله عليهالسلام
______________________________________________________
الداعي لم يأت بشيء اطلاقا ، اذ بدون قصد الداعي لا يكون الهيكل عبادة احتياطية.
السادس : كفاية روايات التسامح في أدلة السنن لجعل محتمل العبادة عبادة استحبابية إذا كان هناك فتوى من فقيه ، أو خبر ضعيف يدل عليه من غير حاجة لتصحيحه بالاحتياط ، فقد وردت روايات متعددة تدلّ على التسامح ، واليه اشار المصنّف بقوله : (ثمّ إنّ منشأ احتمال الوجوب إذا كان خبرا ضعيفا) أي : انّ الشبهة الوجوبية إذا كانت مستندة الى خبر ضعيف ، أو فتوى فقيه ، أو شهرة ، أو ما أشبه ذلك (فلا حاجة) في تصحيح محتمل العبادة بالإتيان به احتياطا (الى أخبار الاحتياط وإثبات أنّ الأمر فيها للاستحباب الشّرعي دون الارشاد العقليّ) فانّا أثبتنا سابقا حسن الاحتياط في العبادة المحتملة بحمل أوامر الاحتياط فيها على أنها للاستحباب لا للارشاد ، إذ لو كان الأمر للارشاد لم يثبت الاستحباب.
هذا ، لكنا نقول هنا : انّه لا حاجة الى إثبات الأمر الاستحبابي في الاحتياط في الشبهة الوجوبية في العبادة ، وانّما تصحح الاحتياط هنا (لورود بعض الأخبار باستحباب فعل كلّما يحتمل فيه الثواب) سواء كان في الرواية الواردة أو في فتوى الفقيه تصريح بثواب كذا في طاعة كذا ، أم لم يكن تصريح بذلك وانّما كانت الرواية أو الفتوى تقول باستحباب عمل كذا.
(كصحيحة هشام بن سالم المحكيّة عن المحاسن عن أبي عبد الله عليهالسلام