وأرسل نحوه السيّد قدسسره ، في الاقبال عن الصادق عليهالسلام ، إلّا أنّ فيه : «كان له ذلك» ، والأخبار الواردة في هذا الباب كثيرة ، إلّا أنّ ما ذكرناها أوضح دلالة على ما نحن فيه ، وإن كان يورد عليه أيضا ، تارة بأنّ ثبوت الأجر لا يدلّ على الاستحباب الشرعيّ.
______________________________________________________
(وأرسل نحوه) أي : نحو حديث عدّة الداعي (السيّد) ابن طاوس (قدسسره في) كتاب (الاقبال عن الصادق عليهالسلام ، إلّا أن فيه : «كان له ذلك» (١) ، والأخبار الواردة في هذا الباب كثيرة) يأتي ذكر جملة منها في رسالتنا المستقلة في التسامح الملحقة بآخر البحث إن شاء الله تعالى.
(الّا أن ما ذكرناها أوضح دلالة على ما نحن فيه) من تصحيح العمل العبادي الاحتياطي بهذه الروايات وذلك بتقريب : انّ أخبار «من بلغ» تدلّ بالمطابقة على ثبوت الثواب ، ومن الواضح : انّ الثواب موقوف على وجود الأمر ، فتدل بالالتزام على وجود أمر مولوي ندبي بإتيان الفعل الذي بلغ عليه الثواب ، وعلى هذا فيصح اتيان محتمل العبادة بداعي امتثال هذا الأمر ، فانّه إذا قال المولى لعبده : اذا اطعت العالم الفلاني أعطيك دينارا ، فهم العرف من هذا الكلام انّ إطاعة العالم محبوب للمولى ومأمور به.
هذا (وان كان يورد عليه) أي : على الاستدلال بأخبار «من بلغ» لتصحيح الاحتياط في العبادة المحتملة (أيضا) أي : كما أورد على أوامر الاحتياط بانها لا تدل على المقصود (تارة : بأنّ ثبوت الأجر لا يدل على الاستحباب الشرعي)
__________________
(١) ـ اقبال الاعمال : ج ٣ ص ١٧٠ ، الاقبال : ص ٥٥٦ ، وسائل الشيعة : ج ١ ص ٨٢ ب ١٨ ح ١٨٩ (بالمعنى).