هذا ولكن لا يخفى ما فى جميع هذه الوجوه (١) اما الأوّل (٢) فبأنّ مجرد وضع الاداة للخطاب الايقاعى لا ينافى سوقها فى مقام الجد بخطابه نظير ساير الادوات من لام الاقرار (٣) او هيئته (٤) وأداة التمنى والتّرجى وامثالها فجميع هذه الادوات وان كانت موضوعة للمعانى الايقاعية الّا ان ظهورها السياقى استقر فى الجد بابراز المعانى المزبورة حقيقة كما لا يخفى. واما الثانى (٥) فمضافا (٦) بكونه اخص من المدّعى اذ لا تشمل هذا الوجه ما لا يكون فى طى الاداة عنوان عام بل الخطاب
______________________________________________________
(١) ثم قام المحقق الماتن فى بطلان هذه الوجوه ـ اما عن الوجه الاول.
(٢) قال المحقق الماتن فى النهاية ج ١ ص ٥٣٣ ان ظهور الياء فى الخطاب الحقيقى بمقتضى الانصراف او الغلبة او غير ذلك انما كان ظهورا مستقرا فيزاحم ح مع ظهور المتلو فى العموم فيوجب تخصيصه بالحاضرين خصوصا مع احتمال مدخلية قيد الحضور فى التكليف المتكفل له الخطاب حيث يكفى فى القرينية عليه نفس الخطاب ـ اى ولو كانت موضوعة الاداة للخطاب الايقاعى.
(٣) نحو قوله تعالى (... فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ ...) الآية ٧٧ سورة الانعام.
(٤) نحو اقر بكذا.
(٥) اما الوجه الثاني فاورد عليه بامور.
(٦) الامر الاول انه اخص من المدعى فانه تارة يكون مدخول الاداة عنوان عام نحو يجب على المؤمنين ويجب على الناس ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ونحو ذلك فيمكن ان يقال اعم من الموجودين والمعدومين وربما يكون بالاداة ككاف الخطاب ونحوه كقوله تعالى (... كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى ـ