عامله كميل على هيت
من ألمع ولاة الإمام عليهالسلام كميل بن زياد النخعي العالم الجليل الذي احتلّ مكانة مرموقة عند الإمام ، فكان حامل أسراره ـ كما يقول علماء الرجال ـ وقالوا فيه : إنّه كان شريفا مطاعا في قومه ، وإنّه من أجلّ علماء وقته ، وعقلاء زمانه ، ونسّاك عصره (١).
وهو الذي روى دعاء الإمام المشهور الذي هو من أسمى أدعية الإمام ، وقد نسب إلى كميل باعتبار أنّه راويه ، وقد غذّاه الإمام بمكارم الآداب ومحاسن الأخلاق ، وسنذكر وصيّته له ، وما عهد به إليه عند عرض الأنظمة التربوية عند الإمام.
وعلى أيّ حال ، فقد ولاّه على هيت ، وهي بلدة تقع على الفرات ، من نواحي بغداد ، وتتّصل ببادية الشام ، وتشكّل حدودا بين العراق وسوريا (٢).
وقد وجّه معاوية سفيان بن عوف في ستّة آلاف ، وأمره أن يقطع هيت ويغير على الأنبار والمدائن فيوقع بأهلها ، وغار سفيان على هيت فلم يجد بها أحدا ، فتوجّه صوب الأنبار ، وكانت فيه مسلحة للإمام تتكوّن من خمسمائة رجل ، وقد تفرّقوا فلم يبق منهم إلاّ مائتان ، وكان عليهم كميل بن زياد ، فبلغه أن قوما
__________________
(١) أضواء على دعاء كميل : ٨٥.
(٢) معجم البلدان ٥ : ٤٨٣.