أمّا البصرة فكان السائد فيها الولاء المطلق لعثمان بن عفّان ، وقد اتّخذها المتمرّدون على حكومة الإمام عليهالسلام معقلا لهم فزحفوا إليها واحتلّوها ، ووجدوا فيها ميولا فكرية لهم ، وتجاذبا عاطفيا نحوهم ...
وقد استعمل الإمام عليهالسلام عليها عدّة ولاة كان منهم ما يلي :
عثمان بن حنيف
كان عثمان بن حنيف الأنصاري الأوسي من أعلام الصحابة ، شهد احدا والمشاهد بعدها مع النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وكان له رأي ثاقب ، ومعرفة كاملة بالامور (١) ، وقد استعمله الإمام عليهالسلام واليا على البصرة ، وقد دعاه قوم منها إلى وليمة فأجابهم ، ولمّا علم الإمام ذلك أنكره ، وبعث له الرسالة التالية :
رفع الإمام رسالة لعثمان بن حنيف هذه الرسالة التي تقطع دابر الرشوة عند الولاة ، وتحملهم على خدمة الامّة بإخلاص وإيمان ، وهذا نصّها :
أمّا بعد ، يا ابن حنيف : فقد بلغني أنّ رجلا من فتية أهل البصرة دعاك إلى
__________________
(١) الاستيعاب ٣ : ٩٠.