وحوت هذه الكلمات جميع صور العدل ، وما ينشده الإسلام من الرحمة والرأفة للناس جميعا على اختلاف قوميّاتهم ولغاتهم وأديانهم.
وضع الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام البرامج الرفيعة والآداب الإسلامية للعمّال الذين يجلبون الزكاة من المواطنين ، انظروا بعمق إلى هذه التعاليم العلوية.
قال عليهالسلام لبعض عمّاله :
أمره بتقوى الله في سرائر أمره وخفيّات عمله ، حيث لا شهيد غيره ، ولا وكيل دونه.
وأمره ألاّ يعمل بشيء من طاعة الله فيما ظهر فيخالف إلى غيره فيما أسرّ ، ومن لم يختلف سرّه وعلانيته ، وفعله ومقالته ، فقد أدّى الأمانة ، وأخلص العبادة.
وأمره ألاّ يجبههم ولا يعضههم ، ولا يرغب عنهم تفضّلا بالإمارة عليهم ، فإنّهم الإخوان في الدّين ، والأعوان على استخراج الحقوق.
وإنّ لك في هذه الصّدقة نصيبا مفروضا ، وحقّا معلوما ، وشركاء أهل مسكنة ، وضعفاء ذوي فاقة ، وإنّا موفّوك حقّك ، فوفّهم حقوقهم ، وإلاّ تفعل فإنّك من أكثر النّاس خصوما يوم القيامة ، وبؤسى لمن ـ خصمه عند الله ـ الفقراء والمساكين والسّائلون والمدفوعون ، والغارمون وابن السّبيل!
ومن استهان بالأمانة ، ورتع في الخيانة ، ولم ينزّه نفسه ودينه عنها ، فقد أحلّ بنفسه في الدّنيا الذّلّ والخزي ، وهو في الآخرة أذلّ وأخزى.