تقديم
(١)
إنّ من أهمّ ما عنى به الإسلام في تشريعاته السياسية وأنظمته الإدارية هو العمل على تطوير البلاد في ميادين الزراعة والصناعة ، وحماية المواطنين من المرض والفقر ، وتوفير الفرص المتكافئة لهم ، وضمان ما يحتاجون إليه من ضروريات الحياة وغيرها.
ومن المؤكّد أنّ من أهمّ الوسائل الفعّالة لإقامة مجتمع متوازن في سلوكه وأمنه ورخائه ، يستند أوّلا وبالذات إلى الجهاز الحاكم ، فهو المسئول عن إيجاد الفعاليّات التي تؤدّي إلى تقدّم البلاد وازدهار الحياة فيها.
(٢)
ولا تقتصر مسئوليات الدولة في الإسلام على جهة خاصّة من حياة المواطنين ، وإنّما تشمل جميع صور الحياة وألوانها ، والتي منها العمل على رخاء المجتمع ورفاهية عيشه ، وذلك بتوفير العمل لهم والقضاء على البطالة التي هي من مصادر الجريمة في البلاد ... كما أنّ من الواجبات على الدولة مراقبة السوق بدقّة وحزم لمنع الاحتكار