أمّا الخراج فهو الضريبة المالية التي فرضها الإسلام على غلّة الأرض (١) ، وهو شريان الاقتصاد الإسلامي ، فإنّ معظم واردات الدولة تستند إليه ، كما أنّ نفقاتها كانت عيالا عليه فرواتب الجيش ، ورواتب سائر الموظّفين في جهاز الدولة معظمها من هذه الضريبة ، وقد اعتنى الإمام بها عناية بالغة.
وهذا حديث عن أهمّية الخراج في عهده لمالك الأشتر قال عليهالسلام :
وتفقّد أمر الخراج بما يصلح أهله ، فإنّ في صلاحه وصلاحهم صلاحا لمن سواهم ، ولا صلاح لمن سواهم إلاّ بهم ، لأنّ النّاس كلّهم عيال على الخراج وأهله.
وليكن نظرك في عمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج ، لأنّ ذلك لا يدرك إلاّ بالعمارة ؛ ومن طلب الخراج بغير عمارة أخرب البلاد ، وأهلك العباد ، ولم يستقم أمره إلاّ قليلا.
فإن شكوا ثقلا أو علّة ، أو انقطاع شرب أو بالّة (٢) ، أو إحالة أرض اغتمرها غرق ، أو أجحف بها عطش ، خفّفت عنهم بما ترجو أن يصلح
__________________
(١) مجمع البحرين ـ مادة خرج ، وجاء فيه : أنّه قيل : يقع اسمه على الضريبة والجزية والغلّة.
(٢) البلّة : ما يبل به الأرض من الماء.