عامله الأشعث على آذربيجان
أمّا الأشعث بن قيس فهو من أخبث المنافقين ، وكان عاملا لعثمان بن عفّان على آذربيجان ، وقد كانت ابنته زوجة لعمرو بن عثمان ، ولمّا قتل عثمان بقي واليا عليها ، فكتب إليه الإمام الرسالة التالية :
أمّا بعد ، فلولا هناة كنّ فيك كنت المقدّم في هذا الأمر قبل النّاس ، ولعلّ أمرك يحمل بعضه بعضا إن اتّقيت الله.
ثمّ إنّه كان من بيعة النّاس إيّاي ما قد بلغك ، وكان طلحة والزّبير ممّن بايعاني ثمّ نقضا بيعتي على غير حدث ، وأخرجا أمّ المؤمنين وسارا إلى البصرة ، فسرت إليهما فالتقينا ، فدعوتهم إلى أن يرجعوا فيما خرجوا منه فأبوا ، فأبلغت في الدّعاء ، وأحسنت في البقيّة.
وإنّ عملك ليس لك بطعمة ولكنّه أمانة ، وفي يديك مال من مال الله ، وأنت من خزّان الله عليه حتّى تسلّمه إليّ ، ولعلّي ألاّ أكون شرّ ولاتك لك إن استقمت ولا قوّة إلاّ بالله (١).
وحفلت هذه الرسالة بإخبار الأشعث عن تمرّد طلحة والزبير على حكومة الإمام عليهالسلام ومناجزته لهما حتى أطفأ نار التمرّد ، كما أعرب الإمام عليهالسلام عن أموال
__________________
(١) الإمامة والسياسة ١ : ٩١. كتاب صفّين : ٢٠.