واليه على المدينة سهل بن حنيف
ولمّا نزح الإمام عليهالسلام إلى حرب الجمل أقام على يثرب واليا ، سهل بن حنيف الأنصاري الأوسي ، وكان من أعلام الصحابة وخيارهم ، ومن السابقين لاعتناق الإسلام ، شهد بدرا ، وثبت يوم احد حين انكشف الناس عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وبايع النبيّ على الموت ، وكان ينفح عن رسول الله صلىاللهعليهوآله بالنبل فيقول : نبلوا سهلا فإنّه سهل.
كما شهد الخندق والمشاهد كلّها ، وقد ولاّه الإمام بعد ذلك على البصرة.
يقال : إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله آخى بينه وبين الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام (١).
وحينما كان واليا على المدينة بلغ الإمام عليهالسلام أنّ عصابة من أهل المدينة التحقوا بمعاوية ، فكتب إليه الإمام عليهالسلام هذه الرسالة :
أمّا بعد ، فقد بلغني أنّ رجالا ممّن قبلك يتسلّلون إلى معاوية ، فلا تأسّف على ما يفوتك من عددهم ، ويذهب عنك من مددهم ، فكفى لهم غيّا ، ولك منهم شافيا ، فرارهم من الهدى والحقّ ، وإيضاعهم (٢) إلى العمى والجهل ؛ وإنّما هم أهل دنيا مقبلون عليها ، ومهطعون
__________________
(١) الاصابة ٢ : ٨٦.
(٢) الايضاع : الاسراع.