كان الإمام عليهالسلام يراقب ولاته وعمّاله مراقبة شديدة ، فجعل عليهم الرقباء والعيون يتتبّعون تصرّفاتهم ، ويسجّلون خدماتهم وتصرّفاتهم وسائر شئونهم ، ويرفعونها له ، فإذا اشتكى أحد المواطنين واليا من ولاته لسوء خلقه أو لتجبّره وتكبّره واعتزازه بوظيفته أنّبه الإمام ووبّخه ، وأرشده إلى مكارم الأخلاق ، وإذا كان الوالي خائنا ، وسارقا بادر إلى عزله ومحاسبته ، وفيما يلي تسجيل لذلك :
أنّب الإمام عليهالسلام كوكبة من ولاته لأنّ المواطنين شكوا سوء أخلاقهم للإمام ، وهذا عرض لبعضهم :
١ ـ أنّ جماعة من الدهّاقين الذين لم يدخلوا في دين الإسلام ، وبقوا على دينهم شكوا إلى الإمام عليهالسلام غلظة عاملهم ، فكتب الإمام إليه هذه الرسالة :
أمّا بعد ، فإنّ دهاقين أهل بلدك شكوا منك غلظة وقسوة ، واحتقارا وجفوة ، ونظرت في أمرهم فلم أرهم أهلا لأن يدنوا لشركهم ، ولا أن يقصوا ويجفوا لعهدهم ، فالبس لهم جلبابا من اللّين تشوبه بطرف من الشّدّة ، وداول لهم بين القسوة والرّأفة ، وامزج لهم بين التّقريب والإدناء ، والإبعاد والإقصاء. إن شاء الله (١).
__________________
(١) نهج البلاغة : ٣٧٦.