كتابه إلى واليه على أردشيرخرّة
أردشيرخرّة من أجلّ كور فارس ومنها مدينة شيراز (١) ، وقد استعمل عليها مصقلة بن هبيرة الشيباني ، وقد بلغه أنّه يهب أموال المسلمين ويفرّقها بين الشعراء وعشيرته ، ومن يقصده من السائلين ، فكتب الإمام عليهالسلام هذه الرسالة :
أمّا بعد ، فقد بلغني عنك أمر أكبرت أن أصدّقه ، بلغني أنّك تقسم في المسلمين في قومك ومن اعتراك (٢) من السّألة والأحزاب ، وأهل الكذب من الشّعراء ، كما تقسّم الجوز.
فو الّذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة! لأفتّشنّ عن ذلك تفتيشا شافيا ، فإن وجدته حقّا لتجدنّ بنفسك عليّ هوانا ، فلا تكوننّ من الخاسرين أعمالا ، الّذين ضلّ سعيهم في الحياة الدّنيا ، وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعا.
حكت هذه الرسالة مدى احتياط الإمام عليهالسلام على أموال الدولة وسهره على الفحص عن سيرة عمّاله وولاته خوفا من أن يكونوا قد فرّطوا في أموال المسلمين التي يجب أن تنفق على تطوير حياتهم ، وإنقاذهم من غائلة الفقر والجوع.
__________________
(١) معجم البلدان ١ : ١٨٤.
(٢) اعتراك : أي قصدك.