رفعت سوادة بنت عمارة الهمدانية إلى الإمام أمير المؤمنين شكوى في شأن وال جار عليهم فبكى الإمام عليهالسلام ، وقال :
اللهمّ أنت الشّاهد عليّ وعليهم ، إنّي لم آمرهم بظلم خلقك ، ولا بترك حقّك.
وكتب إليه الرسالة التالية بعد البسملة :
قد جاءتكم بيّنة من ربّكم فأوفوا الكيل والميزان بالقسط ، ولا تبخسوا النّاس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ، بقيّة الله خير لكم إن كنتم مؤمنين ، وما أنا عليكم بحفيظ.
إذا قرأت كتابي هذا فاحتفظ بما في يديك من عملنا حتّى يأتي من يقبضه منك والسّلام (١).
إنّ هذا هو العدل الذي تنتعش به الشعوب وتسود فيه القيم القويمة ، ويعمّ فيه الأمن والرخاء.
كان أبو موسى الأشعري واليا على الكوفة من قبل عثمان بن عفّان ، وكان منحرفا عن الإمام ، وقد جعل يثبّط عزائم الناس من الالتحاق بجيش الإمام الذي ندبه للقضاء على تمرّد طلحة والزبير ، فعزله الإمام وكتب إليه هذه الرسالة :
اعتزل عملنا يا ابن الحائك! مذموما مدحورا ، فما هذا أوّل يومنا منك ،
__________________
(١) العقد الفريد ١ : ٢١٢.