وإزالة السلع الفاسدة التي تضرّ بالصحّة العامّة.
إنّ الدولة في الإسلام يجب أن تكون عينا ساهرة تحيط بأحوال المجتمع وشئونه ، والتي منها إشاعة العلم وإقصاء الجهل ، فإنّ الامّة يستحيل أن تحتلّ مركزا كريما تحت أشعة الشمس وهي غارقة بالجهل.
(٣)
وشيء بالغ الأهميّة في سياسة الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام رائد العدالة الاجتماعية في دنيا الإسلام أنّه تبنى بصورة إيجابية شئون الموظّفين من ولاة وعمّال وجباة ، واحتاط في امورهم كأشدّ ما يكون الاحتياط فلم يولّ أي أحد منهم عملا إلاّ بعد الفحص التامّ عن عدالته ونزاهته وخبرته وإخلاصه في العمل ، وقد وقف مع طلحة والزبير موقفا اتّسم بالشدّة والصرامة حين أظهرا له رغبتهما الملحّة في الولاية ، فرفض كأشدّ ما يكون الرفض طلبهما لأنّه كان على علم أنّهما يتّخذان مال الله دولا وعباده خولا ، ويستخدمان السلطة لتنفيذ رغباتهما.
(٤)
كانت فلسفة الإمام عليهالسلام في الحكم قائمة على اتّخاذه وسيلة للاصلاح الاجتماعي ، وسببا للنهضة الفكرية والاقتصادية حتى يسلم المسلمون من ويلات الجهل وكوارث المرض والفقر ، وقد أكّد على ولاته وعمّاله بتعمير الأرض وزيادة الدخل الفردي ، وأنّ لا يكون همّهم أخذ الضرائب المفروضة على المزارعين وغيرهم حتى تتوفّر في البلاد نهضة اقتصادية تزدهر فيها الحياة العامّة ويعمّ الرخاء كافّة المجتمع الإسلامي.