لا ترض من رجل حلاوة قوله |
|
حتى يزين ما يقول فعال |
فإذا وزنت فعاله بمقاله |
|
فتوازنا فأخال ذاك جمال |
وقال آخر : ويروى لعلي عليهالسلام :
لا خير في ود امرئ متملق |
|
حلو اللسان وقلبه متلهب |
يعطيك من طرف اللسان حلاوة |
|
ويروغ عنك كما يروغ الثعلب |
ومن كلام ابن المقفع : قول بلا عمل كثريد بلا دسم ، وسحاب بلا مطر ، وقوس بلا وتر.
الثالث : أن الرافع هو الكلم الطيب ، والمرفوع هو العمل ؛ لأنه لا يقبل عمل إلا من موحد ، واختلف ما أريد بالكلم الطيب ، فقيل : هو كل ذكر من أذكار الطاعات ، فيدخل القرآن والعلوم ، وجاء في الحديث أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم هو قول الرجل : «سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، إذا قالها العبد عرج بها الملائكة إلى السماء فجيء بها وجه الرحمن فإذا لم يكن له عمل صالح لم يقبل منه».
وعن الحسن وقتادة : الكلام الطيب ذكر الله تعالى ، والعمل الصالح أداء فرائضه.
وقيل : العمل الصالح الإخلاص ، والكلم الطيب التوحيد ، وقد يقال : في الكلم الطيب ما يتجرد حقا للحق ، ولا يكون فيه خطأ للعبد.
ثمرة ذلك الحث على ما ذكر من الذكر ، والإخلاص ، وأن أحدهما لا يكفي.
قوله تعالى
(وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَواخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ) [فاطر : ١٢]