الجزع والكراهة ، فالتجأ إلى الله تعالى أن يكفيه ذلك بالشفاء ، أو بالتوفيق في دفعه ، أو برده بالصبر الجميل.
وروي إنه كان يعوده ثلاثة من المؤمنين فارتد أحدهم فسأل عنه فقيل ألقى إليه الشيطان أن الله تعالى لا يبتلي الأنبياء والصالحين ، وذكر في سببه ثلاثة وجوه.
قيل : أن رجلا استغاثه على ظالم فلم يغثه ، وقيل : كانت مواشيه في ناحية ملك كافر فداهنه ولم يغزه.
وقيل : أعجب بكثرة ماله.
قال في عين المعاني : وقيل : ذبح شاة فلم يطعم جاره الجائع.
وقد أفادت قصته ثمرات :
منها : ما في القصة أنه يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأنه لا يداهن الظالم ، وأن العجب منهي عنه ، وأن للجار حقا ، وأن الشكاء على الله من البلاوي ليس بجزع ذكره الزمخشري ، وقد قال يعقوب : (إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ) [يوسف : ٨٦].
قال الزمخشري : وكذلك شكوى العليل إلى الطبيب وأنه يتوجه الغيرة على المؤمن والحياطة لدينه ؛ لأنه قد روي أن أيوب عليهالسلام كان يطلب الشفاء خيفة على قومه من الفتنة بوسوسة الشيطان ؛ لأنه كان يوسوس إليهم أنه لو كان نبيا ما ابتلي ، وأنه يجوز التوسل إلى الله تعالى بصالح العمل ؛ لأنه قد روي أنه لم يبق منه إلا القلب واللسان ، وكان في ذلك مناجاته : إلهي قد علمت أنه لم يخالف لساني قلبي ، ولم يتبع قلبي بصري ، ولم يهبني ما ملكت يميني ، ولم أكل إلا ومعي يتيم ، ولم أبت شبعان ولا كاسيا إلا ومعي جائع وعريان.
قال الحاكم : ولا يجوز أن يبلغ مرضه حدا يستقذره الناس ؛ لأن ذلك يؤدي إلى التنفير.