الثاني : لا يدينون بها عن الحسن.
الثالث : لا يفعلون ما يكونون به أزكياء من الدخول في الإسلام وقيل : لا ينفقون في الطاعة عن الضحاك ومقاتل ، وروي أن قريشا كانت تطعم الحاج فحرموا ذلك من آمن بمحمد صلّى الله عليه ، وقيل : المراد الزكاة الظاهرة ؛ لأن في الحديث : «الزكاة قنطرة الإسلام».
قال جار الله ـ رحمهالله تعالى ـ : وإنما خص الله تعالى مانع الزكاة من بين أوصاف الكفر ؛ لأن أحب شيء إلى الإنسان ماله ، وهو شقيق روحه ، فإذا بذله في سبيل الله فذلك أقوى دليل على ثباته واستقامته ألا ترى إلى قوله تعالى : (وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ) [البقرة : ٢٦٥] وما خدع المؤلفة قلوبهم إلا بلمظة (١) من الدنيا ، وما تظاهر أهل الردة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلا بمنع الزكاة فنصب لهم الحرب ، وفي هذا بعث للمؤمنين على أداء الزكاة وتخويف شديد من منعها ، حيث جعل المنع من أوصاف المشركين ، وقرن الكفر بالآخرة.
قوله تعالى
(فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ) [فصلت : ١٦]
قيل : النحس نقيض السعد.
قيل : أراد باردات عن أبي مسلم ، وقيل : مشئومات عن مجاهد ، وقتادة ، والسدي ، وأبي علي.
__________________
(١) النهاية في غريب الحديث ج : ٤ ص : ٢٧١ اللّمظة بالضم مثل النّكتة من البياض ومنه فرس ألمظ إذا كان بجحفلته بياض يسير وفي حديث أنس في التّحنيك فجعل الصبيّ يتلمّظ أي يدير لسانه في فيه ويحرّكه يتتبّع أثر التّمر واسم ما يبقى في الفم من أثر الطعام لماظة