ثمرة ذلك : جواز مثل هذا الدعاء لكن الأنبياء ـ صلوات الله عليهم ـ لا يدعون دعاء ظاهرا إلا بإذن.
وقوله تعالى أول الآية : (وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ) [الدخان : ٢٠].
قيل : بالحجارة ، وقيل : بالسب ، ومعناه : اعتصمت.
قال الحاكم : وفي ذلك دلالة أن الواجب على العبد عند الخوف أن يعتصم بالله.
قوله تعالى
(فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ) [الدخان : ٢٩]
قيل : المعنى فما بكى عليهم أهل السماء وأهل الأرض وهم الملائكة والمؤمنون ، بل كانوا لهلاكهم مسرورين ، وهذا مروي عن الحسن ، وأبي علي ، وصححه الحاكم ؛ لأنه الحقيقة في البكاء.
وثمرة ذلك : جواز البكاء على موت المؤمن ، والمسرة بموت الكافر.
وفي عين المعاني عن مجاهد : إنهما يبكيان على المؤمن أربعين صباحا.
وعن ابن عباس : إذا مات المؤمن بكى عليه مصلاه من الأرض ، ومصعد عمله من السماء ، ومنزل رزقه منها ، وبكاؤهما كبكاء الحيوان.
وفي الحديث : «ما مات مؤمن في غربة غابت عنه بواكيه إلا بكت عليه السماء والأرض ، ثم قرأ صلّى الله عليه هذه الآية وقال : إنهما لا يبكيان على كافر» وهذه فضيلة لمن مات غريبا. في التهذيب.
وقيل : البكاء بمعنى : لم يطهر لهم موضع من موضع صلاة ؛ لأن الجماد لا يبكي.