قوله تعالى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [الحجرات : ٢ ـ ٥]
النزول
عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ نزل قوله تعالى : (لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِ) في ثابت بن قيس بن شماس ، وكان في أذنيه وقر ، فكان جهوري الصوت ، وكان إذا تكلم رفع صوته وربما يتأذى به الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن هذه الآية لما نزلت فقد ثابت ، ففقده رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأخبر بشأنه فدعاه فسأله فقال : يا رسول الله لقد أنزلت إليك هذه الآية ، وإني رجل جهير الصوت فأخاف أن يكون عملي قد حبط ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لست هناك ، إنك تعيش بخير وتموت بخير ، وإنك من أهل الجنة».
قال جار الله ـ رحمهالله ـ : وما روي عن الحسن أنها نزلت في المنافقين الذين كانوا يرفعون أصواتهم فوق صوت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فمحمله بكون الخطاب للمؤمنين على أن ينهى المؤمنون ليندرج تحت ذلك المنافقون ، ويكون النهي لهم أغلظ وأشد.
قال ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ : لما نزلت قال أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ : والله يا رسول لا أكلمك إلا السرار أو أخا السرار حتى ألقى الله ،