فيدخل في ذلك من خدع عن إجابة الإمام ، وأن لهو الحديث قبيح ، وذلك هو الغناء.
قال في الكشاف : السمر بالأباطيل والأحاديث الكاذبة ، والخرافات المضحكات.
قال : ويدخل المسبقات وهو علم عمل آلات الغناء والموسيقى ، وهو علم الغناء ، ومعرفة النغم.
وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ما من رجل يرفع صوته بالغناء إلا بعث الله عليه شيطانين أحدهما على هذا المنكب ، والآخر على هذا المنكب ، فلا يزالان يضربانه بأرجلهما حتى يسقط».
وقيل : الغناء منفذة للمال ، مسخطة للرب ، مفسدة للقلب ، وهذا مذهب أكثر العلماء ، وقد ذكر في الانتصار أنه يوجب الفسق.
وعند (الشافعي) : يجوز أن يغني لنفسه أو تغني له جاريته على وجه لا يجتمع عليه المحافل ، ولا يشغل عن أوقات الصلاة ، وجوزه فقهاء المدينة ، وقد استدل على التحريم بهذه الآية.
وقيل : في تفسير قوله تعالى في سورة المدثر : (وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ) [المدثر : ٤٥] يريد به سماع اللهو.
وقيل : تفسير قوله تعالى : (وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) [العنكبوت : ٢٩] هو اللهو واللعب في أحد التأويلات ، وكذا قوله تعالى : (الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً) [الأنعام : ٧٠].
وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أول من تغنى إبليس ، ثم زمر ، ثم حدا ، ثم ناح» (١).
__________________
(١) الفردوس بمأثور الخطاب ج : ١ ص : ٢٧ ٤٢ علي بن أبي طالب عليهالسلام أول من تغنى ابليس ثم زمر ثم حدى ثم ناح.