وللآية ثمرات :
منها وجوب بر الوالدين مسلمين كانا أو كافرين ؛ لأن قوله تعالى : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ) معناه : أمرناه ؛ لأن الوصية هي الأمر المؤكد فأوجب تعالى على الولد فعل الحسن إليهما ، وأن يصاحبهما في الدنيا معروفا ، وذلك بالحلم والاحتمال والخلق الجميل ، وما تقتضيه المروءة وقد أخذ من هذا وجوب إنفاقهما وإن كانا كافرين ، وقد تقدم ما قيل أن المراد في أهل الذمة ؛ لأن الأحكام منقطعة بيننا وبين أهل الحرب ، وتقدم الرد لهذا.
ومن الثمرات : أن حق الأم آكد ؛ لأنه تعالى بين زيادة نعمة الأم بالحمل والفصال فقال : (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ) أقيل معناه : ضعف على ضعف عن الضحاك.
وقيل : شدة بعد شدة عن ابن عباس.
وقيل : ضعف الولد وضعف الأم.
وقيل : نطفة الأب ونطفة الأم ، وهما ضعيفتان عن أبي مسلم.
وقوله : (وَفِصالُهُ) أي : فطامه بانقضاء عامين.
قال في الكشاف : ومن ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لمن قال له من أبر؟
قال : «أمك ، ثم أمك ، ثم أمك» ثم قال بعد ذلك : «أباك».
وروي أن بعض العرب حمل أمه على ظهره إلى الحج وهو يقول في حدائها :
أحمل أمي وهي الحمالة |
|
ترضعني الدّرّة والغلالة |
ولا يجازى والد فعاله |
الدّرة ـ بالكسر كثرة اللبن ـ ، والغلالة بالضم البقية ،