الجنة دون صنعاء بفرسخين ذكره في التهذيب والكشاف ، وهذا حين كانت صنعاء متسعة.
قال في الكشاف : فكان يأخذ منها قوت سنته ويتصدق بالباقي ، وكان يترك للمساكين ما أخطأه المنجل ، وما في أسفل الأكداس ، وما أخطأه القطاف من العنب ، وما بقى على البساط الذي يتساقط تحت النخلة إذا صرمت ، فكان يجتمع لهم شيء كثير ، فلما مات قال بنوه : إن فعلنا ما كان يفعل أبونا ضاق علينا الأمر ، ونحن أولو عيال فحلفوا ليصرمنها مصبحين في السدف خفية عن المساكين ، ولم يستثنوا في يمينهم فأحرق الله جنتهم.
ومعنى : (وَلا يَسْتَثْنُونَ) أي لا يقولون : إن شاء الله ، وسمي استثناء ، وإن كان شرطا ؛ لأنه يؤدي معنى الاستثناء ؛ لأن قولك لا أخرج إن شاء الله بمعنى لا أخرج إلا أن يشاء الله.
وقيل : معنى (وَلا يَسْتَثْنُونَ) يعني : حق الفقراء ، واختلف ما هو فقيل : العشر ، وقيل : ما يتساقط عند الصرام ، وكان هذا واجبا إذ لا يعاقبون إلا على ترك واجب ،
وقد اقتطف من هذه ثمرات :
منها : أن فيما أخرجت الأرض واجبا ، وهذا ثابت في شريعتنا ، وبيانه من جهة السنة.
ومنها أن العزم على القبيح قبيح ؛ لأنهم عوقبوا على عزمهم.
قال الحاكم : وإذا عوقبوا على هذا فكيف من أخذ أموال الناس ظلما وهذا يأتي حجة للقاسم ، والهادي ، والناصر ، ومن وافقهم من المتكلمين أن العزم على الكبيرة كبيرة.
وعند المؤيد بالله في قوله الظاهر ، والمنصور بالله : أنه ليس بكبيرة ، وعند أبي هاشم إن شارك العزم المعزوم عليه فيما كان كفرا أو