وقيل : قدمها وبها رجل يعرف بأبي جهينة ومعه صاعان يكيل بأحدهما ، ويكتال بالآخر.
وقيل : كانت عادة أهل المدينة يطففون ، وكانت عادتهم المنابذة ، والملامسة ، والمخاطرة ، وهي بيع الطير في الهواء ، فنزلت ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقرأها وقال : «خمس بخمس» فقيل يا رسول الله : وما خمس بخمس؟ فقال : «ما نقض قوم العهد إلا سلط عليهم عدوهم ، وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر ، وما ظهرت فيهم الفاحشة إلا ظهر فيهم الموت ، ولا طففوا الكيل إلا منعوا النبات ، وأخذوا بالسنين ، ولا منعوا الزكاة إلا حبس الله عنهم القطر».
وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنه كان يمر بالبائع فيقول : اتق الله وأوف الكيل ، فإن المطففين يوقفون يوم القيامة لعظمة الرحمن حتى إن العرق ليلجمهم.
المعنى التطفيف هو البخس في الكيل والوزن.
وقيل : قيل هو وعيد. وقيل : هو شدة العذاب ، وقيل : جب في جهنم للمطففين.
وثمرة ذلك : وجوب العدل ، وتحريم البخس ، وذلك عام وخص هذا بالوعيد لمّا كان عادة لهم.
وقوله : (اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ) قيل : على بمعنى من ، ولا شك أن ذلك محرم.
وأما كبر المعصية فقال الحاكم : لا يقطع بالكبر في القليل ؛ لأن الوعيد يتناول جميع المعاصي لعله أراد لكونه في الكفار.
قال : لكن عند أبي علي تكون كبيرة بخمسة كمانع الزكاة ، وعند أبي هاشم بعشرة كنصاب السرقة ، إن قيل إن المؤيد بالله لا يفسق بالقياس ولا يفسق من غصب مالا كثيرا إلا أن يعتاد ذلك فيقال : هذا إن اعتاد التطفيف