سورة الكوثر
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قوله تعالى : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ).
قال في الكشاف : وفي قراءة النبي (إنا أنطيناك الكوثر) ، بالنون ، وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «وانطوا الثبجة» أي : اعطوا في الزكاة المتوسطة بين السمن والهزال ، والكوثر : المفرط في الكثرة ، قيل لأعرابية رجع ابنها من السفر : بم آب ابنك؟ قالت : آب بكوثر.
وقيل : هو نهر في الجنة ، وقد قال عليهالسلام حين نزلت : «أتدرون ما الكوثر؟ إنه نهر في الجنة وعدنيه فيه ربي فيه خير كثير» وروي في صفته (أحلى من العسل ، وأشد بياضا من اللبن ، وأبرد من الثلج ، وألين من الزبد ، حافتاه الزبرجد ، وآنيته من فضة عدد نجوم السماء).
وروي : لا يضمأ من شرب منه أبدا ، أول وارديه فقراء المهاجرين ، الدنسو الثياب ، الشعث الرءوس ، الذين لا يروحون المنعمات ، ولا تفتح لهم أبواب السّدد ، يموت أحدهم وحاجته تلجلج في صدره ، لو أقسم على الله لأبره.
قوله تعالى : (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ).
ثمرتها : أن الصلاة والنحر من ذكر الله ، واختلف ما أراد؟ فقيل : صلاة العيد ، ونحر الأضحية عن عكرمة ، وعطاء ، وقتادة ، وأبي علي.
وقيل : عام في الصلوات ، والنحر أن يجعله لله خلاف ما عليه المشركون من نحرهم للأوثان عن محمد بن كعب.
وقيل : صلاة الفجر بمزدلفة ، ونحر البدن بمنى ، عن سعيد بن جبير ، ومجاهد ، وقيل : صل وانحر : بمعنى اجعل اليمين على الشمال في الصلاة ، حد النحر عن علي ، وابن عباس ، وهذه المسألة قد اختلف فيها العلماء ، فمذهب عامة أهل البيت أن ذلك غير مشروع.