على إعطائه وإن لم يفعل ، وكذلك هذا قد يفعل الفضل لسبب ، ولو شاء أن يفعله لغير ذلك السبب لفضله ، وهو من باب ربط الأسباب بمسبباتها لا من باب التعليل الواجب ، وقول ابن عطية : ل يبلوكم ، فينظر أو يعلم أيكم أحسن عملا ، يرد بأن النظر إن أراد به العلم فهو تكرار ، وإن أراد به الإبصار الحقيقي أو القلبي فهذا مستحيلان في جزاء الله تعالى ، الزمخشري : وألا يسمى هذا في النحو تغليقا ، وإنما التغليق عن المفعولين معا بخلاف المفعول الثاني وحده ، ولو كان تغليقا لافترقت الحالتان كما افترقا في قولك : علمت أزيد منطلق ، وقد علمت زيدا منطلقا ووافقه الطيبي وخالفهما أبو حيان ، ويحتمل أن يكون مراد الزمخشري أن التغليق في قولك : علمت زيدا قائم ، لا يقع التفريق فيه بين اللفظين ، لأنه قيل : أداة الاستفهام منصوبا ، وبعد دخولها مرفوع والتغليق في قولك : علمت زيدا وهو قائم ، لا يقع التفريق فيه إلا بالمعنى ، خاصة لأن اللفظ متحد قبل الاستفهام ، وإذا لم يزل مرفوعا أو يفرق بينهما بأن قولك : علمت زيدا قائما إخبار من علمك بمعنى منصوص عليه ، وقولك : علمت أزيد قائم إخبار عن علمك بمعين [...] عن المخاطب.
قوله تعالى : (سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً).
حديث الإسراء دال على أن وجود الخرق بين السماوات.
قوله تعالى : (مِنْ تَفاوُتٍ).
أي من قدم الإتقان والإحكام.
قوله تعالى : (هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ).
نجاة بأداة الاستفهام ، تنبيها على سؤال المخاطب ، وأنه يجيب بالموافقة وكفى رؤية الفطور ، لكنه من باب نفي الشيء بنفي الشيء أو نفي الشيء بإثباته مثل" على لاحب لا يهتدى بمناره" ، أي ليس فطور فيرى.
قوله تعالى : [٧٩ / ٣٩٢] (كَرَّتَيْنِ).
الزمخشري : التثنية هنا للتنكير ، أي كرة بعد كرة ، مثل لبيك وسعديك ، يريد إجابات كثيرة بعضها في أثر بعض ، ومن ذلك قولهم في المثل دهدرّين سعد القين أي باطلا بعد باطل انتهى ، القين هو الحذار ، قال الاستاذ أبو محمد عبد الله ابن السيد البطليوسي في جوابه عن المسألة السادسة عشر من أسئلته : اختلف الرواة في حقيقة لفظ هذا المثل ومعناه وإعرابه فرده الأصمعي إلى دهدرّين سعد القين ووجهه أنه كلمة واحدة ، لأن أبا عبيدة صرح بأنه تثنية ، وأهل اللغة ذكروا أنه يقال للباطل : دهدر