قوله تعالى : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ).
ولم يقل : أفلا يتذكرون القرآن ، أو أفلا يتفكرون القرآن لأن التذكر والتفكر هو استحضار أمر مستقبل يتوقع مجيئه ، والكفار لم يكن لهم شعور بالقرآن في وجه لأنه ينزل شيئا بعد شيء.
قوله تعالى : (أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها).
ابن عرفة : جمع القلوب جمع كثرة ، والأقفال جمع قلة ، والقائل : إذا وزع على الكثير على لا يقوم به ، قال : وعادتهم يجيبون بوجهين :
أحدهما : أن كل قلب عليه أقفال.
والثاني : أن أقفالا مصدر لا جمع كما هو قراءة إقفالها بكسر الهمزة.
قوله تعالى : (سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ).
ابن عرفة : هذا البعض هو الذي كانوا مخالفين لهم فيه ، والبعض الآخر كانوا موافقين لهم.
قوله تعالى : (وَاللهُ يَعْلَمُ إِسْرارَهُمْ).
قرئت بفتح الهمزة وكسرها فهو بالكسر مصدر وبالفتح جمع سر ، والمصدر أبلغ لأن علم المعنى يستلزم علم اللفظ المعبر به عن ذكر المعنى.
قوله تعالى : (يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ).
ضمير الفاعل في (يَضْرِبُونَ) إما عائد على الملائكة وهو أظهر ، أو على الكفار أي يضرب بعضهم وجه بعض.
فإن قلت : قد نهى في الحديث عن الضرب في الوجه في الجهاد وغيره.
ابن عرفة : وجهه أنه قد يسببه المسلمون فيجدونه معيبا فينفض منه.
قلنا : إما بأن تلك عقوبة دنيوية وهذه عقوبة أخروية وليست الدار دار تكليف ، وإما أنه من باب مطرنا السهل والجبل والمراد به التعميم.
قوله تعالى : (اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللهَ).
وهو عذابه ، و (اتَّبَعُوا) ما أراد وقوعه من العذاب ، أو يكون المعنى اتبعوا منهيات الله تعالى الموجبات لإيقاع السخط بهم.
قوله تعالى : (وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ).