من المنقول في الكتب كذا وكذا ويظرفها كذا وكذا فأعجبه كلامه ، فأمر أن يعطى الثعالبي من مدرسة السماعين ، قال ابن عرفة : ويدخل في قوله تعالى : صفات الغير وصفات الأفعال ؛ لأن المتصف بصفات الكمال الذي لا يفتقر إلى غيره ، ويفتقر غيره إليه ، ومن ذلك استقلاله بالخلق والقدرة وغير ذلك.
وقوله تعالى : (لَمْ يَلِدْ) لها صفة سلبية ، وما قبلها ثبوت وإما تنزيه بإثبات القدم لدخل على .... (١) وفي القدم خلاف ، فقال أبو العالية : إنه ثبوتي ، واختار المقترح أنه سلبي.
قوله تعالى : (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ).
إن قلت (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) يغني عنه ، فإنه إذا ثبت أنه واحد في ذاته ثبت أنه لا كفو (٢) له ، فالجواب : أن المراد بالكفاية نفي المشابه والمماثل المشابه للشيء لا يكون قوته فلا يلزم من إثبات الوحدانية نفي الكفو المماثل ، كما سبق تقديره في (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [سورة الشورى : ١١] ولم يقل : ليس مثله شيء ، إذا قلنا إن الكاف زائدة ، ولذلك جعلوا افتتاح بالله الله أكبر ليعتقد المصلي أن جميع ما يخطر بباله فالله أكبر منه وأعلى ، فيجمع جميع صفات التنزيه ، قلت : تقدم فيها في الختمة الأولى قوله تعالى : (أَحَدٌ) هو ضمير الأمر والشأن ، وقال أهل علم اللسان : أن ضمير الأمر والشأن يؤتى به مقدما للاهتمام والتعظيم.
قوله تعالى : (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ).
لم لنفي المنقطع وهي هنا لنفي الماضي المنقطع وهي هنا لنفي الماضي المتصل بالحال ، قلت : ونقل عن القاضي أبي عبد الله محمد بن عبد السّلام ، أنه قيل له : ما السر في نفي الولادة والكفو بلم ، وهلا قيل : لم يلد وهو أبلغ إذ هو نفي للماضي المتصل بزمن الحال؟ ، فأجاب بأن لما لنفي قد فعل ، وقد فيها معنى التوقع ، والبارئ جل وعلا لم يلد ولم يتوقع ذلك منه البتة فحسن دخول لم ، قال الإمام فخر الدين بن الخطيب في شرح الأسماء الحسنى (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) فيها ثلاثة أسماء تنبيها على ثلاثة مقامات :
__________________
(١) بياض في المخطوطة.
(٢) الكفو هو : المماثل والنظير. القاموس المحيط مادة : (ك ف و) ، لسان العرب (ك ف و).