سعيد بن المسيّب (١) ، قال : سمعت عليّ بن الحسين عليهماالسلام يقول : «إنّ رجلا جاء إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقال : أخبرني ـ إن كنت عالما ـ عن الناس ، وأشباه الناس ، وعن النسناس.
فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : يا حسين ، أجب الرجل ، فقال الحسين عليهالسلام : أمّا قولك : أخبرني عن الناس. فنحن الناس ، فلذلك قال الله تبارك وتعالى ذكره في الكتاب : (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ) فرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي أفاض بالناس.
__________________
(١) أبو محمّد سعيد بن المسيّب القرشي المخزومي المدني. ولد سنة ١٥ ه. من أصحاب السجّاد عليهالسلام ، وأحد الفقهاء الستّة وهو من الصدر الأوّل لقي جماعة من الصحابة وسمع منهم ، وقيل : ربّاه أمير المؤمنين عليهالسلام.
اختلف الروايات والأقوال فيه مدحا وقدحا ممّا دفع ببعض العلماء وأرباب التراجم إلى التوقّف في أمره ، واقتصارهم على نقل الخلاف فقط ، وقد عدّته المادحة منها من ثقات الإمام وحواريه ، وضعفها أحدهم سوى واحدة استدلّ بها على تشيّعه وموالاته لأهل البيت عليهمالسلام ، ونسبه الشيخ المفيد إلى النصب ، واستشهد على ذلك بما اشتهر عنه من الرغبة عن الصلاة على الإمام السجّاد عليهالسلام ، مع أنّه عدّه في الاختصاص من حواري الإمام ، وروي عن مالك أنّه كان خارجيّا أباضيّا ، ويؤيّده ما نقل عن ابن أبي الحديد قوله : كان سعيد منحرفا عن عليّ عليهالسلام ، مضافا إلى أنّ جلّ رواياته وفتاويه على مذهب العامّة وأقوالهم ، ونفى بعضهم ما اشتهر عنه من عدم الصلاة ؛ للإرسال في الرواية ، وثبوت النصب عنه ، ونفى أيضا الحجّة في قول مالك ، واحتمل التقية في رواياته وأقواله الموافقة للعامّة.
روى عن السجّاد عليهالسلام ، وجابر وسلمان وعليّ بن أبي رافع ، وروى عنه أبو حمزة وأبان بن تغلب والثمالي وغيرهم.
الاختصاص : ٦١ ؛ رجال الطوسي : ٩٠ / ١ ؛ الخلاصة : ٧٩ / ١ ؛ وفيات الأعيان ٢ : ٣٧٥ / ٢٦٢ ؛ تهذيب التهذيب ٤ : ٨٤ / ١٤٥ ؛ سير أعلام النبلاء ٤ : ٢١٧ / ٨٨ ؛ معجم رجال الحديث ٨ : ١٣٢ / ٥١٨٠.