يَوْمَ الدِّينِ).
ثمّ الحكم ، والانتماء إلى الصالحين ، في قوله : (رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) يعني بالصّالحين : الذين لا يحكمون إلّا بحكم الله عزوجل ، ولا يحكمون بالآراء والمقاييس ، حتّى يشهد له من يكون بعده من الحجج بالصدق ، وبيان ذلك في قوله : (وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) أراد في هذه الامّة الفاضلة ، فأجابه الله ، وجعل له ولغيره من أنبياء : (لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) وهو عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، وذلك قوله : (وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا)» (١).
والحديث طويل مذكور بطوله في قوله تعالى : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ) من كتاب البرهان.
٨٢٤ / ٣ ـ وعنه ، قال : حدّثنا أبي ، ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما ، قالا : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، في حديث غيبة إبراهيم ، إلى أن قال : «ثمّ غاب عليهالسلام الغيبة الثانية ، وذلك حين نفاه الطاغوت عن بلده (٢) ، فقال : (وَأَعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَأَدْعُوا رَبِّي عَسى أَلَّا أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا)(٣). قال الله تقدّس ذكره : (فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنا نَبِيًّا* وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا)(٤) يعني به عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، لأنّ إبراهيم عليهالسلام قد كان دعا الله عزوجل أن يجعل له لسان صدق في الآخرين ، فجعل الله تبارك وتعالى له ولإسحاق
__________________
(١) معاني الأخبار : ١٢٦ / ١.
(٢) في المصدر : عن حصر.
(٣) مريم ١٩ : ٤٨.
(٤) مريم ١٩ : ٤٩ و ٥٠.