من الله وأوجب لهم بأخذهم إيّاه عنهم المغفرة ، لأنّهم أهل ميراث العلم من آدم إلى حيث انتهوا ، ذرّيّة مصطفاه بعضها من بعض ، فلم ينته الاصطفاء إليكم ، بل إلينا انتهى ، نحن تلك الذرّيّة المصطفاة ، لا أنت ، ولا أشباهك ، يا حسن. فلو قلت لك حين ادّعيت ما ليس لك ، وليس إليك : يا جاهل أهل البصرة ، لم أقل فيك إلّا ما علمته منك ، وظهر لي عنك ، وإيّاك أن تقول بالتفويض ، فإنّ الله عزوجل لم يفوّض الأمر إلى خلقه وهنا منه وضعفا ، ولا أجبرهم على معاصيه ظلما» (١).
الإسم الحادي والأربعون وستمائة : انّه ممّن أذن له في الشفاعة ، في قوله تعالى : (وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ)(٢).
٩٥٤ / ٨ ـ عليّ بن إبراهيم ، في تفسيره في معنى الآية ، قال : لا يشفع أحد من أنبياء الله ورسله يوم القيامة حتّى يأذن الله له إلّا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإنّ الله قد أذن له في الشفاعة من قبل يوم القيامة ، والشفاعة له وللأئمّة من ولده ، ومن بعد ذلك للأنبياء عليهمالسلام (٣).
٩٥٥ / ٩ ـ ثمّ قال عليّ بن إبراهيم : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي العبّاس المكبر ، قال : دخل مولى لامرأة عليّ بن الحسين عليهالسلام على أبي جعفر عليهالسلام ، يقال له أبو أيمن ، فقال : يا أبا جعفر ، تغرّون الناس ، وتقولون : «شفاعة محمّد ، شفاعة محمّد»؟! فغضب أبو جعفر عليهالسلام حتّى تغيّر (٤) وجهه ، ثمّ قال : «ويحك ـ يا أبا أيمن ـ أغرّك أن عفّ بطنك وفرجك ، أما لو رأيت أفزاع القيامة لقد احتجت إلى شفاعة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويلك فهل يشفع إلّا لمن قد وجبت له النار».
__________________
(١) الإحتجاج ٢ : ١٨٢.
(٢) سبأ ٣٤ : ٢٣.
(٣) تفسير القمّي ٢ : ٢٠١.
(٤) في المصدر : تربّد.