صالح ، عن ابن عبّاس ، قال : بينما النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في نفر من أصحابه إذ قال : «الآن يدخل عليكم نظير عيسى بن مريم في أمّتي». فدخل أبو بكر ، فقالوا : هو هذا؟ فقال : «لا». فدخل عمر ، فقالوا : هو هذا؟ فقال : «لا». فدخل عليّ عليهالسلام فقالوا : هو هذا؟ فقال : «نعم». فقال قوم : لعبادة اللّات والعزّى أهون من هذا ، فأنزل الله عزوجل : (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ* وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ) الآيات (١).
١١٣٩ / ٣٧ ـ عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن سهل العطّار ، قال : حدّثنا أحمد بن عمر الدهقان ، عن محمّد بن كثير الكوفي ، عن محمّد بن السائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس ، قال : جاء قوم إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالوا : يا محمّد ، إنّ عيسى بن مريم كان يحيي الموتى ، فأحي لنا الموتى ، فقال لهم : «من تريدون؟» قالوا : نريد فلانا ، وإنّه قريب عهد بموت ، فدعا عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فأصغى إليه بشيء لا نعرفه ، ثمّ قال له : «انطلق معهم إلى الميّت فادعه باسمه واسم أبيه» ، فمضى معهم حتّى وقف على قبر الرجل ، ثمّ ناداه : يا فلان بن فلان ، فقام الميّت ، فسألوه. ثمّ اضطجع في لحده ، ثمّ انصرفوا وهم يقولون : إنّ هذا من أعاجيب بني عبد المطّلب ، أو نحوها ، فأنزل الله عزوجل : (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) أي يضحكون. (٢)
١١٤٠ / ٣٨ ـ وعنه : عن عبد الله بن عبد العزيز ، عن عبد الله بن عمر ، عن عبد الله بن نمير ، عن شريك ، عن عثمان بن عمير البجليّ ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : قال لي عليّ عليهالسلام : «مثلي في هذه الأمّة مثل عيسى ابن مريم ، أحبّه قوم فغالوا في حبّه فهلكوا ، وأبغضه قوم فأفرطوا في بغضه فهلكوا ، واقتصد فيه قوم
__________________
(١) تأويل الآيات ٢ : ٥٦٧ / ٣٩.
(٢) تأويل الآيات ٢ : ٥٦٨ / ٤٠.